عمر الطفل ثمين

طبيب أطفال يشارك الإباء خبرته بعد 30 عاما من العمل
على الرغم من أن الأيام مع الأطفال الصغار قد تبدو طويلة، إلا أن السنوات تمر سريعًا. مع مرور كل عيد ميلاد، تبدو السنوات وكأنها تسير بخطى سريعة. الأطفال في عمر الخمسة أشهر يصبحون في غمضة عين في سن خمس سنوات، ومن ثم في سن الخامسة عشرة. عداد الزمن الغير متوقف هذا الذي يحول الأطفال إلى أطفال كبار، كل يوم يجلب معه نموًا جديدًا، مراحل جديدة وانطبعات جديدة، ولكن التحديات التي تعترض حياة الكبار في كثير من الأحيان تمنعنا من التقدير الكامل للفروق الدقيقة التي تحدث في الطفولة. على مدى السنوات الثلاثين الماضية لي كطبيب أطفال، تعلمت أن هناك حقيقة واحدة تنطبق على أى فلسفة للوالدية: يحتاج أطفالك لقضاء وقت مفيد معك. إنهم بحاجة لمعرفة من أنت وكيف تعيش حياتك. وفي المقابل، سيساعدونك على رؤية من أنت بشكل أفضل. عندما تحسب كل الوقت الذي يقضيه أطفالك في المدرسة، أو في النوم، أو في بيوت الأصدقاء، أو في غير ذلك من الأنشطة التي لا تشملك، فإن اللحظات المتبقية تصبح ثمينة بشكل خاص. هناك حاولي 940 يوم جمعة بين ولادة الطفل ومغادرته الكلية، قد يبدو هذا كثيرًا، لكن كم عدد الأيام لتي استهلكتها بالفعل؟ إذا كان عمر طفلك 5 سنوات، فإن 260 يوم جمعة قد ولت. اووه! وكلما كبر أطفالك، تكون أيام الاجازة أكثر انشغالًا مع الاصدقاء والأنشطة. ومع ذلك، بدلاً من القلق بشأن عدد الدقائق التي يمكنك قضاءها مع أطفالك كل يوم، ركز على تحويل هذه الدقائق إلى لحظات لا تنسى. لن يكون كل يوم مع أطفالك مثاليًا، ولكن نأمل يومًا ما أن ترحب بمغادرتهم بشعور عميق من الارتياح لأنك قد منحتهم ما يحتاجون إليه للنجاح وأعطيت لنفسك أيضًا ما تحتاجه لتشعر كأم ناجحة. على الرغم من أنني لا أعرف كيفية إبطاء الوقت، إلا أن لدي بعض الأفكار حول كيفية تحسين الوقت الذي تقضيه مع أطفالك -في حين أنهم لا يزالون موضوعين في أسرتهم، حيث يمكنك النظر إليهم قبل النوم. جرب هذه الحيلة الذهنية لمساعدتك على إعادة التفكير في أفكارك:
أولًا: إذا كان عقلك في مكان آخر خلال اللحظات الثمينة التي عملت بجد للحفاظ عليها، فقد فقدت طفولة أطفالك بنفس القدر كما لو أنك لم تقض الوقت معهم على الإطلاق. بدلًا من ذلك، حاول البقاء في تلك اللحظة في حالة "التأمل الأبوي"، الذي تركز فيه على رؤية أطفالك، والاستماع إليهم، وفهمهم، والتعبير عن دهشتهم
ثانيًا: الساعة قبل وقت النوم يمكن أن تكون فوضوية مع الأطفال الصغار. أحد الأساليب المفضلة لدي لمساعدتهم على الهدوء -إذا سمحت الأحوال الجوية -هو المشي في المساء. ليس فقط لأنها سوف تعطي أطفالك وقت لطيف ويانع لإزالة الضغط، ولكن أيضا سوف تعطيك لحظات خاصة معهم بدلًا من تلك التي قد تكون فقدت إلى التلفزيون. اجعل الأطفال مستعدين تمامًا للنوم -أغسل أسنانهم بالفرشاة، أغسل وجههم، واجعلهم يرتدون بيجاماتهم. ثم ضعهم في عربة الأطفال، أو على دراجة ثلاثية العجلات الخاصة بهم، أو اجعلهم يرتدون أحذيتهم الرياضية، وتجول ببطء حول الحي. لا وجبات خفيفة في الطريق (أسنانهم بالفعل فُرشت!)؛ لا تركل كرة القدم على طول الطريق. تأجيل المحادثات الحيوية حتى الغد. قد يستغرق الأمر بضع لفات، ولكن في الوقت الذي تصل فيه إلى المنزل، سيكون أطفالك في غيبوبة نقية وجاهزة للنوم.
ثالثًا: إن الدقائق التي "ننقذها" عن طريق قيادة أطفالنا لمسافة قصيرة إلى حديقة الحي أو منزل أحد الأصدقاء هي في الواقع لحظات لا تقدر بثمن نخسرها باسم الراحة. في المرة التالية التي تحتاج فيها إلى اصطحاب أطفالك في مكان قريب، حاول الوصول إلى هناك سيرا على الأقدام. يعد المشي مع أطفالك طريقة رائعة لإبطاء وتيرة حياتك والحصول على مزيد من اللحظات المرتجلة معهم. تحدث عن المكان الذي تسير فيه، ما تفكر فيه، ما الذي يفكرون فيه، ما تراه في الطريق، ومن قال ماذا في المدرسة اليوم امسك يدهم إذا لم يكن أطفالك بارعين في المشي حتى الآن.